Textile Touches of Escape and Migration
قريب جدًا وغريب في نفس الوقت
قريب جدًا وغريب في نفس الوقت
لماذابدأ مشروع “Textile Touches of Escape and Migration” في الشارع وعلى خشبات الرقص الروحي. ولقد ظهرت الأفكار الأولى التي انبثق عنها هذا المشروع الفني ف…
من المقصود بـ “نحن”؟
عرفت السنوات الأخيرة زيادة في أعداد أنصار اليمين المتطرف الذين يرددون هتافاتهم في الشارع: يردد أنصار اليمين المتطرف شعار “نحن الشعب”. ولكن من المقصود بـنحن؟ من هم …
أما من تمكن من الوصول، فهو غير مرحب به (دائما).
كانت أغلب وسائل الإعلام تتحدث عن “أزمة اللاجئين” إشارة إلى وصول أعداد كبيرة منهم إلى ألمانيا سنة 2015. لكن الأزمة الحقيقية لم تحدث في ألمانيا، بل…
أرني ما تلبس، أقول لك من أنت
غالبًا ما نأخذ صورة عن الأشخاص الذين نقابلهم في الحياة اليومية من خلال أول لقاء، ولا يختلف الحال هنا عند التقاء اللاجئين بالسكان المحليين، حيث…
العديد من الطرق تؤدي إلى خزانة الملابس
هناك العديد من الحالات التي يحتاج فيها اللاجئون إلى ملابس جديدة. حيث تمتلك منظمات الإغاثة مجموعة كبيرة من الملابس…
ما هي مبررات هذا المشروع؟
قريب جدًا وغريب في نفس الوقت
بدأ مشروع “Textile Touches of Escape and Migration” في الشارع وعلى خشبات الرقص الروحي. ولقد ظهرت الأفكار الأولى التي انبثق عنها هذا المشروع الفني في مواقف الحياة اليومية. مرارا وتكرارا. لقد جاؤوا وغادروا ثم استقروا هنا، وحان الوقت لمواجهة فضولهم وتوجسهم وقلقهم.
لقد جاءت فكرة المشروع من خلال احتكاكي بأشخاص قدموا من بلدان بعيدة وآخرين يتبنون أفكار اليمين المتطرف.
هناك شخصان ساهما بشكل كبير في إنشاء هذا المشروع دون أن يسمعوا به: امرأة من الحي ورجل من معارفي. فهي جاءت مند وقت ليس ببعيد إلى ألمانيا بعد رحلة طويلة، أما هو فمن مواليد ألمانيا. هي تقطن الآن على بعد بضع بنايات، أما هو فيمارس بانتظام رقصة الارتجال بالاحتكاك الجسدي Contact Impro، كما أنه يعتبر جزءا من المشهد الفني في المدينة. هي تغطي شعرها وجسدها، أما هو فيمنح صوته لحزب البديل من أجل ألمانيا AfD.
الحجاب وحزب البديل من أجل ألمانيا – كلاهما ظاهرتان جديدتان في ألمانيا. بينما يقدر عدد المسلمات المحجبات اللواتي يغطين جميع جسدهن في ألمانيا بحوالي 300 امرأة، حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 10.3٪ من مجموع الأصوات في الانتخابات الفيدرالية. لذلك فإن الأبعاد مختلفة جدًا. .
من المقصود بـ “نحن”؟
عرفت السنوات الأخيرة زيادة في أعداد أنصار اليمين المتطرف الذين يرددون هتافاتهم في الشارع: يردد أنصار اليمين المتطرف شعار “نحن الشعب”. ولكن من المقصود بـنحن؟ من هم الأشخاص الذين يشملهم هذا الضمير الشخصي “نحن”؟ هل يشمل هذا أيضا 26٪ من السكان الذين تنحدر عائلاتهم من خارج ألمانيا؟ وهل يشمل هذا أيضا الأشخاص الذين فروا من ويلات الحرب والعنف ودخلوا بلادنا (ليس فقط) منذ 2015؟ بالنسبة لأنصار اليمين المتطرف، فإن اللاجئين لا يشكلون في غالبتيهم جزءا من الشعب الذي يقصدونه بشعاراتهم. لكن هذا الأمر لا يقتصر على اليمين المتطرف، فحتى وسائل الإعلام وشرائح واسعة من المجتمع تنظر إلى اللاجئين نظرة قاصرة باعتبارهم مجرد غرباء يعيشون وضعا مأساويا. وقد أدى هذا إلى تشكيل صورة نمطية عن “اللاجئين” في أذهان كثير من الناس، تجعلهم يعتقدون أن اللاجئين لا يحتاجون إلى الحماية والأمن فحسب، بل أيضًا إلى المال والتعليم. حتى أن البعض يعتقد أن اللاجئين يفتقرون أيضًا إلى القيم وآداب السلوك (الغربي). وقد ساهمت هذه التعميمات وجهل الكثير من الناس أو شعورهم العبثي بالتفوق في إعطاء هذه الأحكام المسبقة زخما أكثر مما تستحق، من خلال مشاركتها في منشورات على الفايسبوك ومجموعات تيليغرام. حيث صارت بعض الفئات المنتمية للمجتمع المشكل للأغلبية تشعر بالقلق على دولة الرفاهية وبخوف غير مبرر من كل شيء أجنبي.
ولقد أظهر التاريخ البشري مرارًا وتكرارًا أن الغرباء يمكن أن يصبحوا أصدقاء وأن القادمين من أماكن بعيدة يمكنهم إيجاد وطن جديد في البلد الذي استقبلهم. أملا في إيجاد ظروف معيشية أفضل، كان الناس، بل شعوب بأكملها، ولازالوا ينتقلون دائمًا من مكان إلى آخر. وبالتالي فإن موضوع الهجرة شغل الناس منذ القدم وهو ليس وليد سنة 2015. ويتوقع في المستقبل أيضًا أن يغادر المزيد من الأشخاص بلدانهم قاصدين دول الاتحاد الأوروبي. لكن لن يتمكن الكثير منهم من الوصول إلى أوروبا أبدًا – حيث إنهم سيختبئون في بلدانهم، أو يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة، أو يتم إبعادهم عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أو حتى يفقدوا حياتهم أثناء رحلة النزوح.
.
أما من تمكن من الوصول، فهو غير مرحب به (دائما).
كانت أغلب وسائل الإعلام تتحدث عن “أزمة اللاجئين” إشارة إلى وصول أعداد كبيرة منهم إلى ألمانيا سنة 2015. لكن الأزمة الحقيقية لم تحدث في ألمانيا، بل في أفغانستان وسوريا وفي مخيمات اللاجئين المكتظة على السواحل اليونانية. فالأشخاص الذين كانت حياتهم في خطر ليسوا أولئك الذين وصلوا إلى ألمانيا، بل الذين فروا من العنف وويلات الحرب والتمييز وتقطعت بهم السبل في مخيم موريا ولم يعودوا يبحثون سوى عن حياة آمنة..
فمجرد وصولهم إلى مكان جديد بعد رحلة طويلة، يعني أنهم في مأمن. ولكن ما معنى أن يفقد المرء كل رغبة في العيش في وطنه الأم، أن يضطر لترك الأصدقاء والعائلة خلفه، أن يجد نفسه محاطا بأناس يتحدثون لغة مختلفة تماما ولهم عادات مختلفة ويرمونه بنظرات مليئة بالاحتقار. بالإضافة إلى المشاق التي تحملوها بسبب رحلة النزوح والأسباب الكامنة ورائها، يجد اللاجئون أنفسهم في مواجهة الشعور بالغربة. فهم مضطرون للتأقلم مع الوضع الجديد، والتعرف على أناس جدد، وتعلم لغة جديدة، وإيجاد عمل..
أرني ما تلبس، أقول لك من أنت
المحليين، حيث يتشكل أول انطباع لدى السكان المحلين حول اللاجئين بناء على مظهرهم الخارجي. البنطلونات البالية، الجينز ذو العلامات التجارية، التنانير الطويلة الملامسة للأرض أو السراويل الرياضية- فيأخذ المرء صورة عن الآخر من خلال هذه الأشياء التافهة. رغم وجود أشياء أخرى أكثر أهمية، تلعب الملابس دورًا هاما في الانطباع الذي يأخذه الناس عن اللاجئين سواء أثناء رحلة النزوح، عند الوصول أو خلال اندماجهم في المجتمع. .
تعتبر الملابس بمثابة جلدنا الثاني، بالإضافة إلى الحماية التي توفرها لنا، فهي تعبر كذلك عن هويتنا. تعتبر الحماية والهوية عاملين أساسيين عندما يتعلق الأمر بالنزوح والاندماج. يمكن أن تشكل بعض الملابس في بعض الأحيان عقبة أو ميزة أثناء رحلة النزوح وبعدها. على سبيل المثال، يمكن للمرء أن يحمي جسده من المطر والبرد عند ارتدائه لعدة قطع من الملابس فوق بعضها البعض. لكن في المقابل، فإن شكل الشخص الخارجي بهذه الملابس يزيد من احتمال تعرف الآخرين عليه كلاجئ، وهو ما قد يعرضه لمزيد من الاعتداءات والتمييز في المعاملة. من ناحية أخرى، يصعب كشف الأشخاص الذين يرتدون ملابس داكنة في أماكن اختبائهم أو عند الغسق، أما الملابس ذات الجيوب العديدة فهي مناسبة بشكل خاص لحمل الأشياء الثمينة دون الخوف من فقدانها. في الوقت نفسه، يمكن أن تساهم الملابس في التعبير عن الهوية أو التخلص منها أو خلق شعور بالانتماء إلى مجتمع جديد. إن لبعض الملابس تأثيرا كبيرا على المظهر الخارجي للمرء لدرجة أنها يمكن أن تكون العامل الفاصل في إمكانية العثور على مكان للإقامة من عدمها أو الحصول على الخدمة في المطعم. وهذا يعني بلغة واضحة: يمكن أن تكون الملابس عاملاً حاسمًا في نجاح عملية النزوح. حتى إن كان الناس قد فقدوا كل ممتلكاتهم تقريبا أثناء النزوح، فإن الاعتناء بهندامهم يسمح لهم على الأقل بالحفاظ على شيء من كرامتهم..
العديد من الطرق تؤدي إلى خزانة الملابس
هناك العديد من الحالات التي يحتاج فيها اللاجئون إلى ملابس جديدة. حيث تمتلك منظمات الإغاثة مجموعة كبيرة من الملابس المستعملة لمثل هذه الحالات، والتي غالبًا ما تأتي من أوروبا الغربية – ومعظمها من نفس البلدان التي يسعى اللاجئون للوصول إليها اليوم. في ألمانيا والدول المجاورة لها، يتم شراء الملابس وارتداؤها والتبرع بها، أكثر بكثير وفي فترات أقصر من اللازم. ينتهي المطاف ببقايا هذا الاستهلاك المفرط في مخيمات اللاجئين الموجودة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، حيث ينتظر اللاجئون قدوم المساعدات آملين في مواصلة رحلتهم إلى أوروبا الغربية.
لكن في خزائن الملابس التابعة للمنظمات غير الحكومية، يمكن أيضًا العثور على ملابس تأتي في الأصل من سوريا أو أفغانستان، أي من البلد الأصلي للكثير من اللاجئين. على سبيل المثال، إذا ابتلت ملابس اللاجئين بفعل المطر أو أمواج البحر أثناء عبورهم المتوسط، يمكنهم استبدالها بأخرى جافة لدى منظمات الإغاثة. حيث يقوم المتطوعون بغسل الملابس القديمة ومنحها فيما بعد للاجئين آخرين يأتون بعدهم.
ملابس متعددة الوظائف
ليست وحدها سترات الفصول الأربعة متعددة الوظائف، بل يمكن أن تؤدي كل قطعة ملابس وظائف مختلفة حسب الحالة. واحدة من هذه الوظائف لم نذكرها هنا بعد: حيث يمكن أن تكون الملابس أيضًا صورة للهياكل الاجتماعية السائدة في مجتمع ما وأداة للتعبير عن النقد، كما يمكنها أن تعبر عن الآلام والآمال وتجعل التجارب مرئية والعواطف ملموسة. باختصار: يمكنها أن تكون نوعا من الفن. وهذه هي بالضبط الوظيفة التي تؤديها في مشروع في “Textile Touches of Escape and Migration”.
الخيط الأحمر
يعتبر الفن بشكل عام والملابس بشكل خاص مناسبين بشكل مثالي لمنح المشاعر والتجارب والمواقف منصة تعبير غير خاضعة للرقابة وبدء حوار على هذا الأساس. يوفر مشروع “Textile Touches of Escape and Migration” المجال للتعبير عن جميع المشاعر، الإيجابية منها والسلبية، سواء تلك الخاصة بالسكان المحليين أو اللاجئين. يمكن لجميع الأطراف إسماع صوتها وإبراز رؤيتها هنا على قدم المساواة. يمكن التعبير عن المشاعر المزعجة دون رقابة، لأن هذا التعبير لا يتم باللفظ ولا بالفعل. لذا فإن هذا المشروع الفني يوفر مجالا آمنا للجميع يمكنهم من خلاله تناول التجارب المؤلمة والخوف والضيق والشك والتغلب عليها، كما يمكنهم التعبير عن الفضول والفرح أو لحظات السعادة التي مروا بها.
نظرًا لأنه لا يمكن في كثير من الأحيان فهم العواطف والتجارب بشكل واضح، كما أنه يصعب وصفها بالكلمات في غالب الأحيان، فإننا نستخدم مواد لمسية لهذا المشروع الفني: الأقمشة والأوراق والأزرار والشرائط – يمكن استخدام أي شيء يمكن تحويله إلى عمل فني في شكل قطعة ملابس. نرحب بكل عمل يعبر عن المشاعر والتجارب ويجعلها متاحة للآخرين، لأن فهم بعضنا البعض والتعرف على بعضنا البعض هو شرط أساسي للتعايش السلمي – وفي نهاية المطاف أيضًا للتكامل الناجح الذي لا يلقي بالمسؤولية على جانب واحدًا فحسب، بل يجعلها مشتركة بين كلا الطرفين: أي الأشخاص الباحثون عن الحماية والمجتمع الذي يبحثون فيه عن هذه الحماية.
شيء واحد مؤكد، أما الحياة فلا.
لو سألنا المرأة المحجبة من الحي والرجل المتعاطف مع حزب البديل من أجل ألمانيا، الناشط في مجموعة الرقص، عن الأشياء التي يريدانها لنفسيهما ولأسرتيهما، فمن المحتمل أن تكون إجاباتهما متشابهتين أكثر بكثير مما قد يعتقدان. حتى لو كانت مخاوفهما مختلفة تمامًا، فإن رغباتهما ستكون متشابهة في جوهرها. ولن تختلف رغباتهما عما نتمناه جميعا: التمتع بحياة آمنة.